كامننا

الاختيارات المحدودة فى مجتمع الفقر و الجهل و المرض 

في عمر ست سنوات صدمتني مدرستي الابتدائية مكنتش عايز اروح المدرسة مبحبش التعليم و اجبرت علي اختيار مدرسة تلو الاخري في اول ظهور حقيقي لوجه الدنيا
و فى عمر عشرة سنوات راحت امي و ربما لم اشعر بالحزن بسبب غلظة ربما عن جهل او دون قصد اللي كنت حاسس بيها من ناحيتها كنت الاخير في ترتيب اخوتي و جيت في وقت ضايع و مرض دائم و الحمل التقيل اللى حست بيه امي من ساعة ما عرفت بالحمل حاولت ان تتخلص مني و مكنتش عاوزه تخلينى اشوف الدنيا ربما لعلمها بحاجة معينة مستنيانى وربما لأن العمر لم يعد يحتمل تربية العياال
انتصار إرادة ربنا وكان اللى كان وطفلك بين ايديك دون ارادتك و ربما سببا في تدهو حالتك الصحية حتي الوفاه
الموضوع مكنش شاغلنى بأى حال فأختي صفية تكفلت بتربيتى مع الاسف طقلة بتربى طفل  و ابي يدللني بالقدر الذي يتاح له في العسر و حين اليسر
يدعي ابي علية رحمة الله اننا ميسوري الحال و أدعي ان سقف طموح ابي هو غرفة فوق الأرض بها كرويته و تلاجه فيها خيرات ربنا
لم يكن للمستقبل اي معالم واضحة سوي التي يتم اتاحته امامي من إختيارات لها طعم الجبر مرة بأن ده الممكن و ده الافضل و ده المتاح و مرة يتقالى إختار يا حبيبي بين الممكن و المتاح

نفسك ف ايه كامننا  
في نفس التوقيت الي كان هنيدي نفسه في كامننا انا مكنش نفسي ف حاجة طموح لا يتعدي التخرج من الابرنتيه – معهد فنى صناعى –  و التدرج في الوظيفة الثابتة ميكانيكى ديزل قد الدنيا شغلانه ذات دخل مضمون وكما هي سمة اختيارات تلك المرحلة لم تكن لي ارادة فيها او طموح في تجاوزها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *